من الأتمتة إلى الاستقلالية: رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي في المؤسسات

يتقدم الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة. ومع ذلك، فإن البقاء في صدارة ابتكارات الذكاء الاصطناعي يمثل جزءًا فقط من التحدي. يجب على القادة معرفة الخطوات التالية -والوجهة النهائية- لتحقيق الأهداف المؤسسية. الانتقال من الأتمتة البسيطة إلى مؤسسة مستقلة مدعومة بالذكاء الاصطناعي سيكون أمرًا تحويليًا، ولكن أين ينبغي على القادة تركيز جهودهم اليوم؟

لقد وضعنا إطار عمل منظمًا لإرشادك في هذه الرحلة. إذا كنت تهدف إلى الازدهار في مستقبل يتزايد فيه الاعتماد على الأتمتة، فتابع القراءة لفهم التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي وكيف يتماشى النضج التشغيلي لدينا مع ما هو قادم، مهما كان.

من أتمتة العملية الروبوتية إلى الأتمتة الذاتية للعمليات: الصناعة تتقدم

لقد أضاف المطورون قدرات الأتمتة التي زادت من إنتاجية العمال منذ دخول التقنيات الرقمية إلى مكان العمل. صدر "تطبيق قاتل" مبكر، VisiCalc، في عام 1979، وقام بأتمتة الحسابات الرياضية وحرر البشر من الرتابة البطيئة التي تتسم بها الحسابات التناظرية المملة، ما أدى إلى عصر جديد من الأتمتة المدفوعة رقميًا.

تقدم بسرعة على مدار عقدين من الزمن، حيث تطورت الأتمتة بسرعة من استخراج الشاشة البسيط إلى نقل البيانات بين أنظمة غير متوافقة إلى أتمتة سير العمل المعقدة التي حولت العمليات الورقية إلى المجال الرقمي. مع تقدم التكنولوجيا وشيوع استخدام السحابة، ظهرت منصات مخصصة لأتمتة المهام المتكررة وحتى إكمال مسارات العمل بالكامل. بهذا، ظهرت فكرة أتمتة العملية الروبوتية إلى الوجود.

لكن، حيث إن أتمتة العملية الروبوتية وضعت أساسًا للأتمتة، كان مقتصرًا على مهام بسيطة نسبيًا. كان التعقيد، واتخاذ القرار، والتفسير، والجوانب الأخرى ذات المستوى الأعلى من عمليات الأعمال تتجاوز قدرات أتمتة العملية الروبوتية. هل تحتاج إلى مراقبة صندوق الوارد الخاص ببريد إلكتروني للدعم تحسبًا لمشكلات العملاء الواردة؟ يمكن لأتمتة العملية الروبوتية التعامل مع ذلك. هل تريد فهم تفاصيل المشكلة، وتحديد أي وكيل دعم هو الأفضل للتعامل معها، وصياغة رد مخصص؟ هذا يتجاوز القدرات النموذجية لأتمتة العملية الروبوتية.

تمثل الأتمتة الذاتية للعمليات (APA) القفزة التالية في الأتمتة المؤسسية، حيث تُمكّن وكلاء الذكاء الاصطناعي من إكمال المهام المعقدة بشكل مستقل ودون تدخل بشري. الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكّن الأتمتة الذاتية للعمليات من التكيف مع الظروف المتغيرة، والتعامل مع السيناريوهات غير المتوقعة، وصياغة الردود، والملخصات، ومحتوى آخر مع السياق والتعبير المناسبين. تضيف الأتمتة الذاتية للعمليات أيضًا قدرات التعاون -على مستوى وكلاء الذكاء الاصطناعي وبين العمال البشريين والذكاء الاصطناعي- التي تعيد تعريف العمل من حيث تحقيق الأهداف بدلاً من إكمال المهام.

تطلب المؤسسات الآن من الأتمتة الذاتية للعمليات المتقدمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تجمع بين السياق والتعاون والاستقلالية أن تنظم النتائج بدلاً من أتمتة المهام. وهذه خطوة رئيسية نحو التحول إلى مؤسسة مستقلة، لكن الرحلة تكون أسهل عند استخدام إطار عمل منظم للجمع بين العمليات التجارية بالذكاء الاصطناعي.

نموذج تقدم القدرة للذكاء التعاوني: نموذج نضج تشغيلي لما هو قادم

الذكاء الاصطناعي مفهوم يتطور بسرعة، ما يعزز من تأثيره المحتمل ويستفيد من السرعة كميزة فريدة. لكن، توصلت دراسة حديثة أجرتها Accenture إلى أن 65% من المديرين التنفيذيين يبلغون بالافتقاد للخبرة التكنولوجية اللازمة للتحول المستند إلى الذكاء الاصطناعي. من دون المعرفة المناسبة، لا يمكن للمديرين التنفيذيين إدخال الذكاء الاصطناعي في المؤسسة بشكل فعال وسريع.

التحدي الرئيسي الذي يواجه المديرين التنفيذيين في المؤسسات هو فهم موقع مؤسستهم حاليًا من حيث مهارات الذكاء الاصطناعي والأتمتة، والتبني، والقابلية للتوسع، والتقدم، والأهم من ذلك، أين يجب أن يركزوا بعد ذلك. التحول المستدام ليس سهلاً أو سريعًا، لكنه يتبع مسارًا منطقيًا مبنيًا على التجارب وأفضل الممارسات.

يوفر نموذج النضج التشغيلي للذكاء التعاوني (CI-CMM) إطار عمل منظمًا لدمج الذكاء الاصطناعي والأتمتة في العمليات المؤسسية، ما يمكّن من السعي لتحقيق الأهداف والنتائج مع تقليل المخاطر. هذا النموذج يوجه الفِرق لتطبيق الذكاء الاصطناعي الفعال بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للأعمال، موضحًا كيف يمكن للقادة دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات المعقدة، وتحريك فِرق ومؤسسات بأكملها عبر مراحل النضج التشغيلي، وتعزيز الثقة والشفافية التنظيمية، والتحول في النهاية إلى مؤسسة مستقلة.

يوفر نموذج CI-CMM للمسؤولين خريطة طريق من خمس مراحل للتطور من التفاعلات الأساسية مع الذكاء الاصطناعي بقيادة البشر اليوم إلى عمليات مستقلة تمامًا حيث يتعاون الذكاء الاصطناعي والبشر بسلاسة. كما أنه يوفر للمؤسسات وسيلة لقياس الإنجازات، وتحديد الفجوات، واستهداف الموارد والاستثمارات.

الضغط للوصول إلى الذكاء العام الاصطناعي

كما ذُكر، الذكاء الاصطناعي مفهوم سريع الحركة. لقد تحول التركيز في الآونة الأخيرة إلى إمكانيات الذكاء العام الاصطناعي (AGI)، وهي تكنولوجيا ذكاء اصطناعي مستقبلية ستحاكي القدرات البشرية في الفهم والتعلم والتفكير واتخاذ القرارات. لكن حتى مع التنبؤ بأن السباق نحو الذكاء العام الاصطناعي سيستغرق سنوات، إن لم يكن عقودًا، فإن المبتكرين يقلصون تلك الفجوة بسرعة.

في حدثنا السنوي للعملاء والشركاء، Imagine 2025، أعلنّا عن محرك تفسير العمليات (PRE) الأول في الصناعة، وهو محرك ذكاء اصطناعي ذكي يفهم السياق المؤسسي ويقود العمل بشكل ديناميكي لتحقيق النتائج. يتجاوز المحرك PRE الأتمتة التقليدية ونماذج اللغة الكبيرة ذات الأغراض العامة ليسمح لوكلاء الذكاء الاصطناعي لدينا بالتخطيط، والتنفيذ، والتعلم، والتحسين في أثناء تنفيذ العمليات المؤسسية المعقدة.

يمثل محرك PRE وغيره من ابتكارات شركة Automation Anywhere خطوة مهمة نحو الذكاء العام الاصطناعي للمؤسسات، حيث تفهم وكلاء الذكاء الاصطناعي الأهداف، وتفسر السياق، وتتصرف بشكل مستقل جنبًا إلى جنب مع البشر. تبين النتائج زيادة بمقدار 3 أضعاف في الكفاءة عند بناء الأتمتة من البداية إلى النهاية ومرونة أتمتة أكبر بنسبة 60%، وهو ما يتجاوز بكثير ما تقدمه نماذج اللغة الكبيرة المستقلة أو الأتمتة التقليدية.

الوصول إلى هذه النقطة يتطلب النضج التشغيلي للذكاء الاصطناعي، الذي يحدده نموذج CI-CMM ويوجه تقدم نحو أهداف محددة. معظم المؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل. يضعك نموذج CI-CMM على مسار لاستخدام ابتكارات الذكاء الاصطناعي الجديدة عند توفرها. نحن نبني ذلك المستقبل اليوم باستخدام وكلاء ذكاء اصطناعي مدربين مسبقًا وواعين للمجال، ومحرك PRE الذي يضيف سياقًا وفهمًا مؤسسيين، وتنسيق الوكلاء عبر الأشخاص والأنظمة والمهام - كل ذلك على النطاق المؤسسي.

ضرورة الذكاء الاصطناعي اليوم: ارتقِ بمؤسستك إلى الأمام بسرعة في نموذج النضج التشغيلي

تقدّر شركة McKinsey أن 92% من الشركات سترفع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي على مدار السنوات الثلاث المقبلة وأن 1% فقط يعتقدون أنهم قد وصلوا إلى النضج التشغيلي للذكاء الاصطناعي.

يواجه قادة المؤسسات الآن ضغوطًا لتعزيز النضج التشغيلي للذكاء الاصطناعي في ظل واقع التعقيد التشغيلي. يوفر إطار عمل نموذج CI-CMM إرشادات، ويساعد في توزيع الموارد، ويحدد الأهداف القابلة للتحقيق. يمكن للمؤسسات بعد ذلك الاستفادة من التقنيات التي لا تقتصر فقط على أتمتة المهام وتقليل التكاليف؛ بل تسمح للأتمتة بأن تفكر بينما يتعامل الذكاء الاصطناعي مع العمليات المؤسسية المعقدة والشاملة.

في شركة Automation Anywhere، نقدم ابتكارات مثل أتمتة عمليات الوكيل ومحرك PRE ونوفر الإطار المستند إلى الخبرة لنموذج CI-CMM لمساعدة القادة في تحويل الذكاء الاصطناعي والذكاء العام الاصطناعي من كلمات رنانة إلى تأثيرات ملموسة وقابلة للقياس. على منوال التقدم من أتمتة العملية الروبوتية إلى الأتمتة الذاتية للعمليات، يتيح نموذج CI-CMM للمؤسسات إمكانية الانتقال من تجارب معزولة ومنصات غير متصلة إلى عمل مستقل ومنسق، ما يعزز التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي لتحسين اتخاذ القرار والابتكار.

الاستقلالية والتعاون: المرحلة التالية من العمل هنا

الاستقلال لا يعني العزلة؛ بل يعني العمل المستقل ضمن نظام ذكي مشترك حيث يتعاون الذكاء الاصطناعي والبشر. توصل الباحثون في Accenture إلى أن نشر الذكاء الاصطناعي ليحل محل العاملين من البشر يعود بفوائد إنتاجية على المدى القصير، بينما استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز البشر يوفر التأثير الأكثر أهمية وقابلية للتوسع.

تتيح الأتمتة الذاتية للعمليات للمؤسسات كلاً من الأتمتة والتعاون. يظهر التعاون عندما يستخدم وكلاء الذكاء الاصطناعي اتخاذ القرار بمشاركة الإنسان، ويتعاون الوكلاء مع وكلاء آخرين من خلال التنسيق لتحقيق أهداف معقدة، وتستخرج الأنظمة المؤسسية السياق الحاسم من المعلومات لاتخاذ القرارات وتحفيز عمليات أخرى.

توفر شركة Automation Anywhere ابتكارات لتعزيز الجهد البشري وزيادة تأثير العمال، بينما يضع نموذج CI-CMM المؤسسات على المسار الصحيح.

هل تريد خارطة طريق واضحة لمستقبل الذكاء الاصطناعي في المؤسسات؟ قم بتنزيل ورقة العمل لنموذج CI-CMM لاستكشاف المراحل الخمس من التفاعلات الأساسية للذكاء الاصطناعي وصولاً إلى العمليات المستقلة بالكامل، وحدد مكان مؤسستك، واضبط مسارك نحو التقدم للتحول إلى مؤسسة مستقلة.